العلامات المتحققة للمجيء الثاني للمسيح له المجد : ثالثا :خراب اورشليم




فلسطين او بيت المقدس او اورشليم ..كلها مسميات لمنطقة واحدة هو المكان الذي نشأ فيه السيد المسيح وترعرع مع امه القديسة مريم العذراء وهي من اكثر الاماكن قدسية لدى العالم المسيحي وعموم اليهود في العالم الا اننا نجد ان اليهود قد فعلوا الأفاعيل في هذه البقعة المقدسة وجاءوا بالجيوش واحتلوا المدن حول اورشليم وسفكوا الدماء وانتهكوا الحرمات مع ان هذا المكان هو يضم قبور الانبياء ومحط رحالهم على مر العصور .. وطبعا من يحترم المقدسات لا يفعل ذلك ولا يختلف اثنان ان ما قام به اليهود هو بعيد كل البعد عن جوهر وروح الاديان ، وان كل دين بريء من هذه الافعال المشينة ، طبعا اننا رأينا ان فلسطين قد احيطت بالجيوش منذ منتصف القرن الماضي ومرورا بالثمانينيات الفائتة وانتهكت الكثير من الحرمات طوال تلك الفترة ولا تستطيع اي قوة للآن ان يردع اليهود عن فعالهم الا بقدر بسيط لا يكاد يذكر مقارنة بحجم الانتهاكات .. على كل حال بالعودة الى الكتاب المقدس نجد ان قضية خراب اورشليم والقدس او فلسطين قد ذكر مرارا في اسفاره المقدسة منها ما جاء في الإنجيل على لسان المسيح له المجد : ( ومتى رأيتم اورشليم محاطة بالجيوش فحينئذ اعلموا انه قد اقترب خرابها ، حينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال والذين في وسطها فليفروا خارجا ..) لوقا 21 : 20-22 . نلاحظ ان خراب القدس من علامات المجيء المهمة وقد بدا الخراب الفعل على ارض والواقع كما قلنا منذ اواسط القرن الماضي ، لكن يبدو ان هنالك خراب اخير سيكون اشد من كل ما حصل عبر التأريخ وهو قبيل مجيء المسيح في ملكوته ومجده ، والمراقب للأحداث التي تحصل بالشام الآن وكيف يدور الصراع السياسي والعسكري معا في الشام عموما وكيف أن هنالك دول عظمى وكبيرة لها علاقة وثيقة بما يحصل في الشام من قتال بل اننا نلاحظ اشتراك حتى بلدان اوربا من خلال رعاياها المتشددين الذين يقاتلون في الشام لأجل اهداف سياسية ودينية على حد سواء ، وكل ذلك يصب في بودقة واحدة هو اقتراب الجيوش من المنطقة المعنية بكلامنا وهي فلسطين اذا لا شك ان تلك الجماعات المتشددة في سوريا سيكون لها هدف ان تصل الى فلسطين حيث توجد مقدسات ليس للمسلمين وانما للمسيحيين واليهود ، فالقدس واورشليم هي نقطة مشتركة بين الاديان ، ومع اشتداد الصراعات الدينية في المنطقة هذه نعلم جيدا انه سيلقي بظلاله على القدس لا محالة ونتوقع ان نرى الخراب الموعود يحصل في السنوات القادمة وسيكون هدف تلك القوى المتناحرة هو السيطرة على فلسطين واحتلالها خاصة حين نعلم ان اليهود يعتبرون الوصول الى مقدساتهم خط احمر وهذا يبين حجم الكارثة التي ممكن ان تحصل ، في النهاية وجود هذه الجيوش والعساكر والأسلحة والقواعد والمساحات القتالية قرب فلسطين ينبأ بكارثة قريبة الوقوع وحرب دامية بين الدول اكثر مما حصل في التأريخ ربما .

وان معركة هرمجدون معركة ينتظرها العالم بمختلف اطيافه منذ قرون ولا شك ان بداية الصراعات في المنطقة قرب فلسطين يعني بوادر اشتعال هذه الحرب ، لكن يجب ان نأخذ بنظر الاعتبار ان المعركة ستكون بين المسيح وجيوشه الذين يمثلون جانب الحق والصلاح ضد ابليس او الشيطان او عدو المسيح الذي سيقود جيوش الظلام ضده وهي مراحل متقدمة من المجيء الثاني ليس الآن وقت حصولها ..فالمسيح لا زال في طور الدعوة والاعداد لتهيئة المؤمنين به كي ينتشروا ويبشروا العالم بمجيئه وها انا ابشر الناس بمجيئه وعلى الجميع الاستعداد للالتحاق بضفته الإلهية قبل ان تأتي الدينونة العظيمة .
اما الهيكل فهو الآخر ذكرت بخصوصه بعض العلامات والدلائل وهي تهديمه في الزمان الاخير كما ورد على لسان يسوع له المجد : ( ثم خرج يسوع ومضى من الهيكل فتقدم تلاميذه لكي يروه ابنية الهيكل فقال لهم يسوع اما تنظرون جميع هذه ؟..الحق اقول لكم ان لا يترك ههنا حجر على حجر لا ينقض ) متى 24 : 1-3 .. وبالعودة الى هذه العلامة التي ذكرت في الإنجيل نرى ان اليهود في العالم اليوم ومنذ عقود يبحثون عن تابوت العهد الذي لموسى النبي وهو مفقود منذ آلاف السنين كما نعلم والحال ان الكهنة اليهود يعتقدون ان مكان وجوده تحت الهيكل مباشرة في اورشليم ، ويرتبط العثور عليه بعودة مجد اليهود كما كان في السابق لشعب الله المختار والنبوءات التوراتية بحلول مملكة المسيح وعلو شانهم بعد الاضطهاد ، ان نبوءاتهم تحكي ان النبي ارميا قد اخفاه في مكان غير معلوم في كهف ربما كما نقرا ذلك في سفر المكابيين الثاني : ( وجاء في هذه الكتابة ان النبي بمقتضى وحي سار اليه ام ان يذهب معه بالمسكن والتابوت حتى يصل الى الجبل الذي صعد اليه موسى وراء ميراث الله ولما وصل ارميا وجد كهفا فأدخل اليه المسكن والتابوت ومذبح البخور ثم سد الباب ، فأقبل بعض من كانوا معه ل..الطريق فلم يستطيعوا ان يجدوه ، فلما علم بذلك ارميا لامهم وقال ان هذا الموضع سيبقى مجهولا الى ان يجمع الله شمل الشعب ويرحمهم ..) مكابيين الثاني 2 : 4-7 . على الرغم من ان الكلام واضح في السفر ان ارميا النبي هو من قام بإخفاء التابوت في كهف كما سمعنا والى يومنا هذا الا انهم يؤمنون ببعض معتقدات المعلمين اليهود وهما ( شلومو جورين ويهودا جيتز) حيث يقولان انه مخبأ تحت الهيكل ومن هنا تنطلق عقيدتهم ومبنياتهم انهم يجب ان يحفروا تحت الهيكل ليعود مجد اليهود بالعثور على تابوت العهد المفقود والمخفي .ان ما ذكرناه هو اساس محاصرتهم للقدس واورشليم او فلسطين والتمهيد لتحقيق الخراب الموعود في الانجيل والكتاب المقدس وان حراك الجيش اليهودي والصهيوني في المنطقة ينبأ بقرب حدوث الخراب خاصة مع الحراك العسكري في الشام والخطر الذي يهدد اليهود من جهة المتشددين في الشام .
 من فكر المسيح العائد

0 التعليقات: